ما قرأته أمس عن تعذيب السجون في مصر..هزني.
كيف لأمة..كيف لفئة..تعذيب فئة بهذه الطريقة البشعة..و الطعن في دينها..الذي هو دين لهم هم أيضاً!!
كيف لهم التطاول على حدود الله......و هو الله"هم"!!!
إننا غالباً ما نلوم الله على البلاء في دنيانا..على الفقر على الحرب على الكُره..و استغفر الله..
إلا أن الله نفسه لم يُعذب البشر في هذه الدنيا كما عُذبوا في السجون.
فكيف لنا نحن..أن نسمح لأنفسنا بتعذيب البشر بهذه الطريقة البشعة..و بعد كل هذا نلوم الله.
الأولى بأن نلوم أنفسنا.
فالفقر غلطنا..و الحرب اختيارنا..و الكره بات ديننا..ليس ليد الله دخل في خراب نفوسنا. نحن الخراب اخترعناه و عايشناه حتى صار منا..حتى باتت الحياة دونه غير طبيعية..بالنسبة لنا.
بات الخراب هو الطبيعي. الفساد هو الطبيعي. الحكم و الظلم هو الطبيعي.
ربي و ربكم لم و لن يحاكم الناس يوماً على دينهم..ولكن على انسانيتهم. أما نحن..
أما نحن فقد سمحنا لأنفسنا بأن نحكم على العالم أجمع بعين الدين..على العالم أجمع بعين الأصل و الفصل..في حين أصلنا و فصلنا هو أصل و فصل الناس أجمع..آدم..أول خلق الله.
و كرهت الناس. كرهتهم بعد أن ماتت فيهم انسانيتهم و كل الذي بقى هو عنصريتهم و ساديتهم. كرهتهم. و كرهت نفسي.
يا ليتني لم أكن انسانا فأعي ما أعيه اليوم من ظلم و جور و فساد. فساد في أنفسنا قبل أن يكون في مجتمعاتنا. نحن الذين خلقنا الفساد و جعلناه صلاتنا اليومية.
آه. يا ليتني كنت أو لم أكون. يا ليتني وُلدت زهرة. أنفع و لا أجرح. أُعطي للناس أحاسيسهم الربانية دون مقابل.
أرسم البسمة. يا ليتني كنت زهرة. فلا أعي و لا أفهم. لا أريد أن أفهم. لا ينفعني أن أفهم.
أريد أن أرسم البسمة..
فالبسمة على فم الفقير هي نفسها اللتي على فم الغني. لا فرق بينها. كلها انسانية. كلها ربانية. كلها خالية من الأنانية.
يا ليتني كنت زهرة..فأظل أرسم البسمة و لا أعي الإنسانية.
سماح حسين
2 مارس 2011 الأربعاء
2:51 ظهراً
No comments:
Post a Comment