Monday, April 23, 2012

المتاحف تفهمني


المتاحف هي إختزال تاريخ الشعوب و الإنسان في مكان واحد. قريبة من قلبي المتاحف. كل من يعرفني يتجنب زيارة المتاحف معي لأني استنفذ الساعات في زيارتها.لطالما تشبثت كل حواسي بالمتاحف، لكأنني أقنن كل شيء فيها، علني أستطيع يوما أن أستحضرها في بلادي صوت و صورة.

لطالما تمنيت أن أنقل كل الفن و السحر الموجود في البلدان الغربية إلى بلدي. أستغرب الناس اللتي تلمنني على طمعي و تقول "و لكن البحرين جميلة!شوارع كبيرة و نظيفة و مبان جديدة جميلة تنعكس صورتها على بحر المنامة!"اختزلوا بلدي في انعكاس صورة على بحر المنامة.

و اليوم بعد مرور السنين أفاق الناس في بلدي على حب المعارض و الفن. أم تُراها أفاقت السلطة الرشيدة؟! لم أرد أبداً للفن بأن يُستغل هذا الإستغلال البشع.

الناس، كل الناس، تريد استغلال أي مخرج فرحٍ في طريقها علها تنسى ماعانته. و شعب البحرين قد عانى من الحزن في سنة مخزون من حزن سنين. لكني لا أستطيع الإستمتاع بفنٍ على حساب جثث تأبى البوح بإسم قاتلها.

الفن روح و ثقافة. كيف بي التناقض مع نفسي و زيارة الفن في النهار وثقافة الموت في الليل؟ لا أستطيع حضور فنٍ تم استحضاره لستر خفايا جرائم و مداهمات ليلية.

 كذلك هو حال الفورملا ون.

لماذا يظن الناس بأني ضد استقبالها على أرض بلدي كرهاً لمصلحة البلادأو حقداً مني أو لسوء نية؟ لو كنت أعلم العلم اليقين بأن الفورملا فيها علاج لمشاكلنا كنت ساندتها و ما ترددت ثانية في ضرورة إقامتها. لكن ما يحزنني هوالاهتمام بها كصورة و صورة فقط لوجه البحرين.

الفن و الفورملا و كل الأشياء المستحضرة في هذه التمثيلية العظيمة لم ولن تحل مشاكل الناس.أيُعقل تفضيل تجميل صورة البلد في عيون العالم الخارجي على تحسين حال البلد داخلياً؟ هناك شعب تضرر و ظُلم، سواء كان ٥٠٪ أو ١٠٪. و هناك حقوق مسلوبة من الجميع سواء أقّرها الناس أم لا زالوا غافلين عنها.

لا فن مستحضر و لا سيارات سباق ستحل أزمة هذه البلاد.

أفيقوا. رجاءً أفيقوا.

لا أريد فن مستحضر و لا ثقافة مصطنعة. أُريد لتاريخ هذا البلد أن يُكتب صح و أُريد متحفاً يحويه في المستقبل القريب.





                                                                       سماح حسين

                                                                     12:18صباحاً  

                                                                     24أبريل 2011 الثلاثاء


.

No comments:

Post a Comment