Thursday, September 1, 2011

معنى الموت

الأطفال و الخوف.

الخوف مرض ملازم للكبار بعكس الصغار الذين لا يعرفون الخوف.

التجربة. الكبير قد جرب الألم، جرب الجرح، جرب ما يوجع و ما يفرح، جرب السقوط، جرب المرض، جرب الخسارة. التجربة تزرع الخوف. الخوف من تكرار التجربة.

الأحاسيس تتطور في الإنسان على مدى مراحله العمرية و هذه الأحاسيس ما يصوغها هو التجربة.

الأطفال من جهة أخرى لا يهابون الموت. لا يهابون السقوط لما فيه من المرح مايفرح قلبهم الصغير. لا يهابون المرض لأن أمهاتهم دائماً بجانبهم ترعاهم و تحسسهم بأنهم لا يُطالون..محميين و لا شيء يمكنه أذيتهم.لا يهابون المرض لما فيه من الحب الزائد و الإهتمام الزائد لهم.

لا يهابون الموت. كيف لهم فهم منطق الموت؟!

شخص كان موجود، و في يوم ذهب و لم يعد.

ذاكرتهم الصغيرة..جميلة. تتخيل الأجمل لمن ذهب.. ثم تدفنه بنفس الجمال.



لا تقل لي علي جواد الشيخ..ذو السن ال ١٤ قد خرج لكي يموت و لكي يُعيد حكاية موت الحسين. لا يمكن لعقل البالغ فهم الموت. كيف ل عليّ أن يفهم؟!



خرج فقط..لأنه لا يخاف..و لأن طلقات العساكر قد قتلت الخوف في قلبه و زرعت الحماس. لكأنه يلعب لعبة حرامية و عسكر. أبالفعل تظّن من عاش ١٤ يتمنىٰ أو يفقه الموت؟؟

في سن ال ١٤..ظننت أمي و أبي ، لو جاء رجل الموت ليأخذني..سيحموني منه..كما و كنت مؤمنةً أنه لا يأتي للأطفال بعمري. لم أفهم الموت.

فكيف ل علي أن يفهم؟

يكبر الكبار في العمر. و يكبر من كان يوما صغيرا. و يمرض. و يتغرب و يهاجر ليلقىٰ علاجا لمرضه. لِمَ نعيا في البحث عن العلاج؟ كل هذا لإطالة أعمارنا؟ ما فائدة إطالة العمر و كل ما كبرنا زادت أموالنا و معها عللنا و أمراضنا فنفني ما بقيّ من أعمارنا في طلب الصحة و إطالة العمر. ألهذا المدىٰ نعشق الحياة و نتشبث بأذيالها؟ نهاب الموت؟ لِمَ نتعالج و هناك من يموت صغيرا؟ لِمَ نتعالج و نعيش و نطيل في أعمارنا و ليس في يدنا إيقاف موت الصغير.. قتل الصغير؟؟؟

لِمَ نعيش؟!

لو كان في الدنيا سبب لإطالة أعمارنا..فهو إفادة من حولنا. إفادة من عايشونا و عشنا بهم و من سيأتون من بعدنا.

فقبل إتهام الصغير بطلب الموت..و قبل إتهام الناس بتطبيق تشيعهم و حب الموت كحب الحسين..ماذا أنت و أنا فعلنا لنفع من حولنا؟ ماذا فعلنا و ماذا نحن بفاعلين ليُذكر بعد رحيلنا؟!



إن لم تستطع المساعدة فلا تزيد في بؤس الغير.





رحمك الله يا علي جواد الشيخ ذو ال ١٤.

تخيلتك قريبي. تمنيتك حبيبي. ارقد في سلام.

فهذا هو معنىٰ الموت الذي لم تهاب.




                                                                        سماح حسين

                                                                       01:28 ظهراً بتوقيت ألمانيا

                                                                       31 أغسطس 2011 الأربعاء


No comments:

Post a Comment