Saturday, November 2, 2013

إنتصارًا للعشق

 
 
سبحانه من لا تأخذه سنة و لا حب, سبحان المعشوق و منزل المودة في القلوب...
روي في القرآن عن أن اليهود قد وصلوا في دينهم حد الغلو حين حرموا ما أحل الله لهم فجاء التحذير بألا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم, وعاد التحذير مرة أخرى من خلال التوجيه إلى الرسول: "يا أيها النبي لما تحرم ما أحل الله لك", وما كان الله ليحرم عبده من أجل الحرمان فقط, وكان ذلك من صنع الانسان حين حذره الله "ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم"  وفي ذلك حديث يطول عن أصل أحلية الفعل و حرمته
ولما كان الأصل في الجاهلية هو الإباحة فقد جاء القرآن بصيغة المنع في الكثير منه لحكمة مرتبطة بزمان معين, أما و أننا قد وصلنا إلى زمان الأصل فيه هو المنع فأن الحديث عن مزيد من المنع قد يأخذ البعض إلى حد الغلو ولذلك فإن اللهجة و الخطاب المستخدم قد يساء تفسيره و الحديث عن الاسراف يأتي من باب شيوع الأمر لا خصوصيته.
وفي عموم الأمور فإن الأصل في العمل هو تجنب غضب الله لا مسبة عباده.
أنا لست في صدد أن أعظ أو أملي على غيري طريقة حياتهم, و أنا على كامل الايمان باحترام حرية الاعتقاد و الرأي ("و من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر") ولكن دفاعا عن العشق أتمنى أن نجعل في قلوبنا نافذة مفتوحة له, فمع كل مسافة نغلقها في قلوبنا تقل المسافة التي قد تسكنها الرحمة و تقل المسافة التي قد يسكنها التسامح, و أين سيسكن حب الله اذا ضاق صدرنا بحب مخلوقاته وهو اهون وابسط
هل العشق علامة ضعف؟ إذا كانت الأشياء تعرف بأضدادها فإن الكره هو علامة الضعف في نظري, و ان كانت مخاطر العشق لا تخفى على الكثيرين فهو دليل أقوى أنه ليس ضعفا إنما خلق لمن هو مستعد لخوض المخاطر
العشق قد يذل, قد يهين, قد يسقط الكرامة, ولذلك ندعو بدعاء "أنا عبدك الضعيف الذليل الحقير" لأننا نربط نفسنا في صخرة الخوف والكبر التي تمنعنا من الحياة, نريد أن نجعل من أنفسنا ملائكة لا تتأذى و لا تضعف ولكن "وخلق الانسان ضعيفا".
انتصارا للإنسان في داخلي أنا أدعو للعشق, قد أكون مخطئا و قد يكون محض كفر و أتذكر أن أحدهم أسمى العشق "الكفر الحلو" و أدعو الله أن يغفر لروحي بعد موتها ان كنت مخطئا.