Saturday, November 26, 2011

من فضلك يا عربي..اسمح لإنسانيتي بالمرور


كنت في طريقي إلى العيادة، كعادتي كل صباح عندما استوقفتني سيارة تقودها إمرأة. انتظرت على جانب الطريق، في انتظار مرور السيارة. و إذا بالمرأة تُرجع سيارتها للخلف في إشارة منها لأولوية عبوري الطريق قبلها.

لقد كان موقفٌ لم أألفه. ففي بلادنا العبرية، أقصد العربية، لا توجد عربية تقف لإنسان و إنما الإنسان هو من يقف تعظيماً للعربية حتى تعبر. أحزنني أن تُقدم الآلة في بلدي على أرواح الناس.

تذكرت عشرات المواقف اللتي مات فيها آسيويين تحت عجلاتٍ عربية. و في كل حادثة كان الخبر يُقرأ "انتحار آسيويّ برمي نفسه أمام السيارة" !!

لو لم تشعر سياراتنا المعدنية بعظمتها أمام الروح الإنسانية، ما كانت سمحت لنفسها بدهس كل مارٍ من أمامها. السيارات في بلداننا تحس بأولويتها فما من عجلاتٍ عندنا تقف لروح. الروح هي من تقف خوفاً من دهس العجلات.

حتى الآلات الحربية عندنا تعرف بأفضليتها على العرب لذلك يموت العشرات عندنا يوميا ضحية رصاص طائش.

لا أعرف إن كان السر في القوانين الصارمة اللتي تتبعها البلدان الغربية لردع الناس عن التفريط في الأرواح. أم أن إحساسهم و تقديرهم للإنسانية أكثر من إحساسنا بها و تقديرنا لها. لكني لطالما أحسست بأهمية روحي البشرية في بلدانهم، لا في بلداننا.



و اليوم أطلب منك يا عربي..

من فضلك،، هدئ من روع آلتك، فهناك روح بشرية على جانب الطريق.

و من فضلك، اسمح لإنسانيتي بالمرور.





                                                                          سماح حسين

                                                                        01:14 ظهراً  بتوقيت ألمانيا

                                                                        26 سبتمبر 2011 الأثنين


No comments:

Post a Comment